فرفر في قربص

من مدة لم أكتب أنني ذهبت إلي مكان ما أو فعلت شيئا يستحق الذكر و ذلك لسبب بسيط و هو أنني و منذ مدة أيضا اقتصر تجوالي و تحواسي علي الذهاب إلي العمل و الرجوع من العمل و لم أتجاوز حدود ولاية تونس الكبرى
يوم السبت الفارط.. صديق لي و اسمه حميدة اقترح علي الذهاب إلي منطقة( قربص) المشهورة بمياهها المعدنية و طبيعتها الخلابة من جبل و بحر..و القيام بحمام بالمياه المعدنية هناك.. وافقت علي الذهاب لتبديل الأجواء و ذهبت في سيارة صديقي هذا ومعنا صديقين آخرين..و لم أحمل معي إلا عشرة دنانير.. منهم خمسة دنانير استلفتهم من عند الوالدة قبل خروجي من المنزل مع الوعد الصريح بارجاعهم إياها هذه المرة في أقرب وقت ممكن ..
و صلنا الي قربص حوالي الساعة الخامسة مساءا .. أراد حميدة التمتع بحمام معدني من النوع الرفيع مع تدليك صحي.. و ذلك لتسكين بعض الآلام التي تنتابه في ظهره وهو السبب الرئيسي لاختياره هذه الوجهة.. فدخلنا أول الأمر للحمام العصري لمعرفة أسعار الخدمات و كانت بصفة عامة في المتناول .. لكني من جهتي لم أحمل معي ما يكفي من النقود، كما أنه كانت لي تجربة منذ سنوات في نفس المكان و لم أري فرق كبير بينه و بين الحمام العادي.. لذلك لم أكن متحمسا للحمام العصري وهمست الي صديق و كنيته اليابس أعرف عنه طبعه الميال إلي التحكم في المصاريف ..هيا بنا نذهب إلي الحمام الآخر..الفائدة كلها تكمن في المياه.وليس هناك فرق في المياه بين هذا و ذاك فكلها مياه معدنية..رحب اليابس بالفكرة.. و قال لحميدة: فلنذهب جميعا الي الحمام الشعبي و سوف أقوم أنا بمهمة تدليكك.. وعندما سمع حميدة هذا الكلام و استنتج أنه سوف لن يدفع سوي ألف و خمسمئة مليم فقط و هي تمثل ثمن الدخول مع وجود مدلك مجاني عوض 18 دينار كلفة الحمام العصري علي أقل تقدير .. رحب بالفكرة و اتجهنا نحن الأربعة الي الحمام الشعبي و قلنا أنه من غير اللائق أن نأتي مع بعض ثم نفترق عند دخولنا للحمام

......