العقرب

اليوم و كعادتي كل يوم.. أمر بجانب مقبرة في طريقي الي العمل..و في كل مرة سواء في الذهاب أو في الإياب ، احرص علي تلاوة الفاتحة ترحما علي أرواحهم و أقول أنتم السابقون و نحن اللاحقون..لا أدري إن كان هذا من السنة ..ولكني رأيت الوالد يقوم بذلك فتقفيته فيه ، اقتناعا بالفكرة و المبدأ.... .فكما قال لي ذات مرة إن زيارة المقابر لا تنفع المتوفى في شيء سوي العبرة بالنسبة الينا ' الأحياء' في أننا ذات يوم سوف نأخذ الطريق نفسه و أن الموت حق و الآخرة حق.. و أننا نستطيع قراءة الفاتحة للأقارب و للمؤمنين و المؤمنات من أي مكان ..

لكن هذا اليوم و بعد قراءتي للفاتحة جالت في فكري خاطرة و قلت في نفسي إن الحياة و الموت من عند الله سبحانه و تعالي..فلو فرضنا أن الأمر ليس كذلك.. فلماذا وجدت النهاية إذن و لماذا هناك موت.. بما أن الفكرة البديلة تقول بأن الخلق تم بمحض الصدفة..كان من الممكن أن في هذه الصدفة لم توجد فكرة الموت..

ثم تذكرت ما قيل لي من بعض العالمين بأمور الأبراج الفلكية أنني أمثل برج العقرب في أدق ملامحه و تذكرت ما قرأته عن ولع مواليد هذا البرج بالأمور الميتافيزيقية ..

....

أشد ما يثير فضولي في علم الأبراج الفلكية أن ما أقراه عن ' العقرب' ، أجده يمثلني في غالب الحالات و في أدق التفاصيل

لمحة هنا عن الناحية السلبة لمواليد هذا البرج و ذلك بصفة عامة-

شخصية العقرب تمتاز بالبرودة والغموض , فهو لا يحب أن يعرفه أحدا عن كثب . عندما يغضب يتصرف ببرودة غير مبالياً , متقناً دوره هذا مما يفسر قوة احتماله العظيمة , وسيطرته على الأوضاع ومعالجة المواقف حتى ولو كان في الداخل يتخبط كالبركان في عالمه غير المرئي , فلا يغرك مظهره البارد , وكن على حذر منه , فباستطاعته أن ينفجر في وجهك ويلدغك لدغة سامة , مع انه كصديق من أفضل الأصدقاء ولاءً وصدقاً , لكن تأكد أن لا شيء يهمه سوى المنفعة التي يحققها من وراء كل عمل أو علاقة،شكاك يشك في كل شيء في نفسه وفي الآخرين , وهو عدو نفسه الأكبر

من الناحية العاطفية و ليس باعلان زواج و أيضا بصفة عامة-

نعود إلى علاقة هذا الإنسان بزوجته فنجد أنها تــقوم على أساس السيادة من جهته والطاعة من جهتها . ذلك هو المبدأ الذي لا يحيد عنه في حياته العاطفية . وهي – أي زوجته – بقبولها ذلك المبدأ تحصل على مميزات لا تـنالها أية امرأة أخرى في الحب . يكفي أن تعلم أن السعادة والرضى تـُحوّلان زوجها من عقرب سام إلى نسر عظيم يُحلق في الأجواء لا وحده بل برفقتها دائماً , وأن في استطاعته أن يُعرّفها إلى أسرار ومفاتن يجهلها جميع الذين يفتـــقرون إلى معدنه وطينته العظيمتيــن

و قليلا من الاجابي بصفة خاصة ههه-

يسعى إلى مباهج الحياة ومتعتها يميل إلى الوحدة , يحب العائلة , الطبيعة , الأجواء الحنونة . انه برج الترف والأسرار والقدرة الخفية على الانبعاث والعاطفة الآسرة التي لا تروي ولا ترتوي

...