samedi, mai 26, 2007

الحزن له أجنحة الجزء الثاني والأخير

أذهلني حقا. جعلني أسترق إليه النظر بالاستغراب. ألم يمضي من الوقت ما يكفي للتعزي عن المرحومة ؟ كيف يكشف عن دلك الاعتراف عقب دفن كريمته بأسبوعين؟ وداخلني شعور بأنه شخص غير طبيعي. أو أن الحزن شتت اتزانه القديم. وانصرفت عن مراجعته رثاء لحاله.

و لم تتوقف الضربات المنهالة عليه ،فبلغت ذروتها عندما قتل ابنه في الحرب.
أداء واجب العزاء يشق علي النفس أحيانا و يتجاوزالطاقة
وساورني وأنا مقبل عليه ما يشبه الشعور بالذنب.ولكن شد ما وجدته هادئا ساكنا كأن الأمر لا يعنيه. وحافظ علي ثباته الغريب طيلة وقت الجنازة و المأتم . توقعت أن تحدث أمور أو ردود فعل تعيسة . لم يحدث شيء علي الإطلاق.حتى قال لي يوما
ما رأيك؟.. تضاربت الأحزان فهلكت جميعا
فأردت أن أقول شيئا عن الرحمة الإلهية ولكنه قاطعني
صدقني ، أنا لا أشعر بأي حزن، لا نحو المرحومة ولا الابنة و لا الابن ، لا أدري كيف حل هدا السلام كله
ثم بلهجة حكيم
صدقني ، لا شيء يستحق الحزن ، دع الحزن للحمقى ، أنا الآن مثل طير لا تربطه علاقة بالأرض،إني أيضا أتذوق الطعام و أحبه ، و أسمع الأغاني الحلوة حتى الثمالة ، و يخبل إلي أنني لم أعرف السعادة من قبل كما أعرفها الآن


تساءلت في نفسي : أهي حال من الحزن المفرط ؟؟
كلا . صديقي سعيد حقا. صحته في أحسن أحوالها ، استرد لونه الطيب وابتسامته . يجلس نهاره في مقهى أصحاب المعاشات يتسلي بالحديث والنرد . و يمضي أماسيه أمام التلفزيون أو في سماع أغانيه المفضلة
انه يحظي بحرية لا يعرفها إلا قلة من البشر

Aucun commentaire: