عيشه راجل

هاك العام أستاذنا في الصادقية (الله يرحمو) الشيخ سيدي حميده النيفر (بو الشيخ سيدي البشير و الشيخ سيدي ابراهيم) حكي لنا حكاية عيشة راجل

اشنية عيشة راجل ؟ المرا الي يقولو مسترجلة. النساء ماهم يبداو في الدار و هي ما تقعدش في الدار. كيف هاك الجريديه الي كانت تدور في تونس ( اليوم يجي ثلاثة والا أربعة سنين برك ما عدتش نشوفها يمكن ماتت) كانت تبدا تدور في الشارع لابسه قبقاب وجِبّة و فوطه ( بلا سفساري) تبدا تميل و تستعدل (كانها في الدار) تمشي لديار الأكابر الكل (وهاهي في دار سي فلان، هاهي في دار سي فلتان)

تعرف كل واحد آشكونو بوه و اشكونو خوه وولد عمّو وولد خالتو ، توقّفو في الشارع تنشدو علي أمّو آش صابت نفسها و مرتو ولدتشي و أختو تحلّش مكتوبها؟ تقعد في القهوة كيف الرجال ، تركب في الطرمفاي بلاش الخلاصة ميكلموهاش و إذا كان واحد جديد ما يعرفهاش و يعيط لها البوليس، البوليس يقولو : عاد هذيكة تخلّص!! هاذي كيف ما كانت عيشة راجل اللي حكي لنا عليها الشيخ، الله يرحمو.

كيف ما كانت (اليوم يجي ثلاثين سنة) في النفيضة أمك سالمه الهماميه، تبدا قاعده في قهوة (لَلْجِرْيان) هي و الرجال و تحكي و تاخذ كلمة و تعطي كلمة). و كيف شيروبه في جمّال الّي تبدا تدور في الشارع و تقعد في القهوة مع الرجال و تتكلم ياسر(ديمة لسانهاخدّام) حتّي هاك العام واحد عندنا مذيع (في كل نشرة اخبار يعطي هو نشرة الأخبار) ديمة يتكلم. في جمّال سمّاوُه شيروبه

نرجعوا لعيشة راجل. قلنا النهارالكل وهي في الشارع و من قهوه لقهوه. وكذلك في اليل تسهر في القهوه (هذاية كيف ما نقولو في زمان حمودة باشا) . القهاوي زمانتها يبدا ثمّة الفداوي، يحكي في قصة راس الغول والا في العنتريه. عقاب الليل يقوم يروح، ثمة الي يزيدو يسهروا. كانت هي تسهر في شوكة حمّام الرميمي في قهوة سيدانه ـ

ليلة من الليالي الفداوي حكي حكايه مرعبة (جنود و أغوال و أهوال و خوف و عفارت) بعد ما مشي علي نفسو قعدوا الجماعة يتفكروا في اللي كان يحكي فيه، و هذا آش يقول و هذا اش يقول و واحد مفجوع و واحد خايف، و واحد قال أنا منخافش،

قالت أمك عيشة راجل: بربّي اشنوه الّي ثمّة في الدّنيا يخوّف؟ آنا مريتش

قالولها :عجايب؟ عمرك ما خفت من حاجة انت؟

قالت: عمري ما خفت من شيء٠

هذا صدّق، هذا كذّب حتّي قالو نخاطروها

. قالت : حاضر باش،اشنوة؟

بداو يفركسوا علاش ماش يخاطروها؟ حتي قال واحد: الخِربة الليلة بايتين فيها سته

اشنيه هاذي الخربة؟ كانت زمانتها المشنقه منصوبة في باب سويقة . يشنقو الواحد (قدام الناس) و يخليوه معلق، كيف تعشي لعشية يهبطوه و يحطوه. كنت معصرة قديمة (يمكن تثبت علي زمان الرومان) خاربه ما يعرفوش حتي اشكون مواليها (وين توّة هاك الحوانت متع نجارة الزبّوز٠٠) ايا يا سيدي فين قهوة البوسطه٠

هاك الخربة مازال فيها باب٠ يحلو الباب يدخلوا هاك المشنوق يردّو عليه الباب يبيتوه ثمّيكة. من غدويكه يجيوا يهزّوه يدفنوه٠

عاد واحد قال الليلة ثمّة ستّة بايتين في الخربةـ ستّة تشنقو نهارتها و عند المغرب هبطوهم حطوهم في الخربة (حتي لغدوه ايا (قال لها) تمشي لهم؟

قالت :نمشي-

تحل الباب تدخل، تاقف عليهم، و ترجع-

قالت: إي نعم-

قالو: تي ماك تكذب، انت تنجّم؟-

قالت: جربوني-

قالو: يمكن تحل الباب و تاقف وراه و منها تخرج تجري و تقول: دخلت و وقفت عليهم

قالت : لا ، ندخل عليهم-

لكن شنيه الأماره الي انت دخلت عليهم؟-

قالت: اعطيوني حاجة نحطها بحذاهم-

قال واحد: ماك ترميها من بعيد و تهرب-

اماله آش نعملو؟-

منها واحد طلع بفكرة. قال: انطيبو طنجره حْسُوْ، و تدخل انت بهاك الطنجره في يدك و كل واحد من هاك الموتي تحلّو فمّو وتحطلو مغرفه حسوْ٠ يسخايل صعّب عليها ياسر.( وهاذي شكوه يقدر عليها في هاك الظلمه؟ و واحد مشنوق وموش حتّي ميّت موت ربّي راهي العبابث دايرة بيه، و تقربلو زاده و تحل فمّو و تحطلو مغرفة حسو) هاذي عمرها ما تتصوّر في العقل، لكن هي قالت نمشي٠

قالوا: أيا الحسو إماله٠

هي دارها قريبة، قالت: استناوني ربع ساعة نحرود طرف حسو ، ياخي شنوه بوه؟ وقامت مشات

و قعدو هوما : زعمة تخاف؟؟ بالك مشات لدارها ، توة تغم علي راسها و ترقد و تنفّخنا؟ قال واحد: لا قلبها قوي، هاذي عجوزة جهنم لازم تجي

واحد منهم مكسر ذنايب، واحد بايع براسو ما يعرفش الخوف كيفنهو (دارها شليلة و مليلة) قال : أنا الليله، إلاّ ما نعمل لها عملة تتنسخ في الكتب٠

والراجل ( حقيقة راسو صحيح و ما يخافش) قال لهم: أنا ماش نمشي قبلها نقعد في وسط الموتي و وقت الي تجي نقوم لها و نفجعها٠

وقام مشي، دز الباب، دخل للخربة، مشي للبيت الي فيها الموتي ممدودين جا في وسطهم و تمد.

بعد حصة خلطت هي٠ في يدها قفة فيها طنجره بالحسو و مغرفه ايا (قالت لهم) هاني ماشيه٠ كل واحد نحطلو مغرفة حسو في فمو، و غدوه الصباح امشيو قلّبو ، كان لقيتو افامهم فارغين ربحتو وكان كل واحد فمو مليان بالحسو وراس الجاه ما نكمل نهاري الا بتقريطه جديدة علي راسي علي خاطرهم مخاطرينها بتقريطة يشريوهالها وقامت دوقه دوقه ( وهوما في جرتها) من بعيد٠ دزت باب المعصرة دخلت و (فنار) في يدها عطاوهولها خاطر زمانتها لا ثمة ضوء في النهوجات لا شيء و حتي وقت الي تدخل ظلمه ، حتي الموتي متشوفهمش٠ البيت الي يحطو فيه الموتي (وقتها شكون ما يعرفهاش)؟ مشاتلها مقابلة و هي تتكلم وحدها و تِتَّكمِر وينهومه هالعُيّاق؟ وليداتي لو كان ما عملتو راهو ما يجري لكم هكة، لواه موصلين نفسكم؟ حتي رسات لكم بالمشنقه و الشوهه و الفضيحه، يا ربي اللطف٠

وجات للولاني، حطت الطنجرة بحذاها و الفنار عند راسو جات باش تحلو فمو لقات سنيه مكززين (هو الميت فمو يتحل؟) قالت: حتي أنا زاده، نسيت الي الميت فمو ما يتحلش، علي كل حال كل واحد نحلو شفايفه و نصبلو مغرفه مكانش التقريطة والله ما نشوفها٠ و عبات مغرفة و صبتهالو٠ و نقلت للثاني، هي طبست عليه و وخينا (ممدود في الوسط) هز راسو وقال لها : وانا؟

دوات هاك الكلمة هذيكة في ظلام الليل، و معصرة فارغة و دمس الصدي متاعها قوي و اليل سمّاع يسخايلها ماش تتفجع تطيح ما في عينها بلة ياخي لا تفجعت لا شيء اما قالتلو: استني حتي يجيء طريقك!! ما تعرفش تصبر ( اللطف يا ربي) هاهيكه الزربة متاعك وصلتك للمشنقه٠٠

وحطت مغرفه للثاني و للثالث و الرابع و الخامس و السادس و السابع قالت: آه هم قالولي سته تي هاهم سبعة٠ ايا كملت و خرجت، لقات الجماعة واقفين تحت حيط٠

كيف شافوها تفجعوـ

قالت لهم: سبعه راهم موش سته، يا غشاشين-

كيفاش يا عيشه؟-

قالت: وراس الجاه سبعه٠

سبعه؟-

ايه سبعه ووحيّد منهم عامل روحو قْبيِّحْ، قالي: وانا؟ قتلو : اصبر حتي يجيء طريقك والله ما عطيتو الا كيف جا طريقو ، لا هو خير منهم؟

قالولها: صحّة ليك، التقريطه ربحتها، غدوة تكون عندك ، لكن وينو فلان اشبيه ياخي مخرجش؟

قالت: آما فلان؟-

قالولها: السابع-

قالت: بربي تدّككو، ميت مازال ماش يخرجلكم-

قالو: يندري آش وقعلو هذايه؟ ايا ندخلو نشوفوا-

دخلوا بفنارهم يلقاوهم سبعه ممدودين و صاحبهم في الوسط العينين محلوله مزَعّزه و الوجه أصفر (وجهو ميت) طبسو عليه مسّوه، لقاوه بارد سكه، ميت٠ كان ماش يفجعها ياخي كيف قال لها: وانا، و قالتلو: اصبر، تفجع هو و شهق شهقه واحده طلعت روحو٠