التفاحة و الحاسوب

لماذا لا أكتب شيئا ما.. هذه التدوينة خامرتني منذ مدة كفكرة و ضاعت الفكرة في غمرة الأشياء الاخري و رجعت مرة أخري كنتيجة لغياب الأفكار البديلة.. هي ليست حكاية ذات أهمية.. أنها فقط مجرد فكرة..
هذه الفكرة تنقسم الي حكايتين حكاية رقم واحد و حكاية رقم اثنان

الحكاية رقم واحد
يحكي أنه في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان وجد رجل فقير لا يملك حتى مقدار قوت يومه ..وفي يوم من أيام و هو في تجواله و ترحاله بين الأزقة في رحلة البحث عن عمل يقتات منه و جد تفاحة ملقاة أمامه في الطريق.. نظر إلي الخلف و إلي اليسار ..الطريق مقفر..قفز إلي التفاحة و هم بقضمها من شدة الجوع المتمكن به.. و فجأة سمع ضميره يخاطبه بلهجة التحذير..ماذا تفعل يا رجل .. و من أدراك أن هذه التفاحة بدون صاحب.. يجب عليك التريث.. ارفع رأسك الي فوق.. رفع رأسه الي فوق ولمح غصن شجرة تفاح متدلي من الفيلا و يصل الي الطريق..

خمن الرجل ان التفاحة سقطت من الشجرة..و قال في نفسه : الشجرة ملك لصاحب الفيلا.. و الآن و قد عرفت صاحبها ، وجبت علي استشارته.... ومن الممكن أيضا أن يعجب بثقتي و أمانتي و يزوجني ابنته

بحث الرجل عن باب الفيلا ..حاملا التفاحة في يده و هو يحلق في سماء من الأحلام و ألأمنيات.. و بعد حوالي مئة متر من المشي وصل الي الباب.. دق عليه.. فتح له البواب
ماذا تريد يا هذا؟-
أريد أن أقابل صاحب الفيلا-
انها صاحبة الفيلا.. و ماذا تريد؟-
لقد و جدت تفاحة ملقاة في الشارع و أريد استشارتها قبل أكلها-
يمكنك أكلها و سوف أعطيك تفاحة ثانية كهدية مني-

و أعطاه التفاحة الثانية و أغلق الباب وراءه

....

الحكاية رقم اثنان

حصلت في الزمن الحالي منذ ما يقرب عن العشرة سنوات أو ما يقل بقليل.. في ذلك الوقت كان الحاسوب يعتبر من الأشياء الثمينة والتي يصعب اقناؤها علي مجمع العائلات التونسية.. و في ذلك الوقت أيضا لم أبدأ بعد حياتي المهنية و لا أملك سوي مصروف جيبي..
و في يوم من الأيام و أنا أتابع نشرات الأخبار و ما يجري في البلاد من أحداث.. قرأت أنه تم بعت مشروع الحاسوب العائلي.. و هو حاسوب مدعم من طرف الدولة.. ثمنه ألف دينار تدفع كليا علي أقساط و بالتقسيط المريح علي مدي ثلاث سنوات وبدون أي تمويل ذاتي .. لا يتم دفع في أول الأمر سوي كلفة إعداد الملف و في حالتنا نحن كانت تساوي السبعة و ثلاثون دينار..

و كما نقول في لهجتنا العامية ..كانت بالنسبة لي ( فرصة لا تعاد يا مدام سعاد ) لامتلاك هذه الآلة العجيبة لأول مرة في حياتي.. و من حيني ذهبت الي الوالدة و هي التي تملك الشروط المطلوبة ( موظفة في الوظيفة العمومية ) و بعد زهاء يوم أو يومان من المحادثات المرطونية تمكنت من إقناعها بجدوى اقتناء الحاسوب.. و في أسبوع علي أقصي تقدير كان فوق مكتبي و ذلك بعد إتمام الإجراءات الإدارية اللازمة للغرض و التي تمت بسهولة عجيبة..
بعد عام أو أكثر من اقتناءه صار الحوار التالي مع الوالدة
و أين وصلنا في خلاص الحاسوب٠٠٠-
لحد الآن لم يتم سحب أي قسط٠٠٠-

هل أنت متأكدة من ذلك؟-

أجابتني بثقة
بالطبع.. اني أتفقد حسابي البنكي شهريا و ليس هناك نقص بعنوان خلاص الحاسوب-
فقلت لها :اذن يجب علينا الاتصال بالشركة التي باعتنا إياه لتبين الأسباب .. ليست من الأمانة في شيء التمتع بحاسوب بسبعة و ثلاثين دينار فقط و السكوت علي ذلك
هنا بطبيعة الحال لم أكن قصد فعل هذا الشيء، كانت سوي كلمات٠٠٠
ردت علي

لم أتهرب من خلاص الأقساط و حسابي البنكي و الحمد لله فيه ما يكفي.. إذا كان هناك إشكال فهو ليس من طرفي
...
و تمر الأعوام و السنون و لم يتم خلاص إلا كلفة إعداد الملف و بقي الحاسوب رغم الداء و الأعداء شامخا في نفس المكان و بنفس الحالة كشاهد علي العصر

..

ملاحظة

عبارة كشاهد علي العصر.. أعجبتني ليس الا و أردت أن أتمم بها النص