ولاد سيدي الهاني

اليوم حدث لي شيء غير معتاد بالنسبة لي ..ومن الممكن أنه حدث معي لأول مرة..استغللت فرصة اني لا اعمل صبيحة هذا السبت لشراء بعض الثياب الصيفية..من حذاء و قميص..الخ الخ ....المهم بعد أن درت العاصمة لثلاثة ساعات كاملة أو اكثر في هذا الطقس الحار..قررت العودة الي المنزل ..و شراء بقية المستلزمات في وقت آخر.. فقد تعلمت في الشراء أن آخد كامل وقتي لكي لا أندم فيما بعد .. و لم يبقي عندي ميل للمكوث في الشارع أكثر.. اذن أصل الي مستوي باب الجزيرة قبل باب الجديد...أنظر الي الأرض و كأني رأيت ورقة مالية..أحدق أكثر و هو كذلك انها عشرة دنانير...ثم و علي بعد متر أو اقل أجد رزمة صغيرة من الأوراق النقدية من فئة العشرة دنانيركذلك . ...

..أقف و أبحث عن شخص قريب من هدا المكان من الممكن أن يكون قد أضاع هده الأموال ..لا يوجد..ليس هناك سوي بعض الصناديق الكرتونية الفارغة ملقاة علي قارعة الطريق.. يستعملها باعة نهج سيدي بومنديل ليضعوا فوقها بضاعتهم..و علي الأغلب تمت مداهمتهم من طرف الشرطة البلدية...فسارعوا بالهروب .. و في الأثناء..أسقط واحد منهم هذه الأموال.....

أسئل عامل في دكان يوجد امام المكان الدي وجدت فيه هذه النقود..و رآني لحظة ايجادي اياهم .

.هل تعرف صاحبهم؟-

..لا لا أعرف..خذهم أنت انهم حلال عليك...

و رأتني أيضا امرأة متدينة ومسنة بعض الشيء.. و قالت لي انها لقيطة لا يعرف صاحبها فهي حلال لك..

في الأثناء سمعني شخص و أنا اسئل عن صاحب هذه اللقيطة و رأي النقود في يدي ..فقال لي..أنا من هذا السوق... تعال معي سأعرفك برجل مسن و أهل للثقة ، يعرف جميع باعة سيدي بومنديل اعطي المال اليه و سيعيده لصاحبه..

سبقني هذا الشخص و دخل الي السوق' نهج سيدي بومنديل' .و طلب مني أن أتبعه...أتردد و أتبعه بخطي متثاقلة...أعد النقود لأول مرة..ستون دينارا....تناديني المرأة و تقول لي لا تتبعه و لاتعطه شيئا انه سيتفاهم مع السيد الآخر لأخذ المال من عندك..صراحة لم أعد أدري ماذا أفعل ..فمن جهة لا أريد أخذ شيئا ليس ملكي وأقول في نفسي ' فلوس حرام' يجيبو كان المشاكل و حرام ناخو حاجة موش متاعي..ومن جهة ثانية..لست منأكدا من حسن نوايا هذا الشخص.. أشاهده و هو يهمس مع بعض الباعة...تعيد لي المرأة نفس الكلام اترك المكان، اللقيطة حلال عليك و ليس لها صاحب انهم يخططون الآن كيفية نهبك اياها.. استمعت اليها هدة المرة..و أخذت الطريق المعاكس للسوق و هي بجانبي... يقتفون أثري بعد بضعة خطوات..و ينادونني..اجد السيد الأول و معه ثلاثة من الباعة المتجولين..و أشكالهم لا توحي بالأمان... يدعون انهم أصحاب هذه النقود.و يقول لي أحدهم..أنت تريد أن تريح ضميرك .. اعطنا المال و سوف نعرف مالكه..تقول لي المرأة مرة أخري لا تعطهم شيئا.. يجيبها أحد الباعة و من أنت..لتقول له هذا الكلام؟؟..قالت لهم انه ابني..أقول في نفسي خرج الأمر من يدي الآن و اصبحت أحس ببعض الخطورة اذا لم أعطهم النقود.....هناك أيضا امكانية أخري ان أحمل اللقيطة لمركز الشرطة وهو قريب من هذا المكان..لكني ليست لدي ثقة ايضا في أمانة رجال الشرطة..

.نرجع الي المكان اللذي وجدت فيه اللقيطة.. و أسئلهم أين البائع اللدي كان منتصبا في هذا المكان.. يقولون لي نحن من ننتصب في هذا المكان ، كلنا أقارب ، نعمل مع بعضنا ، المال واحد و نقتسم المرابيح فيما بيننا..أنا أعرف هذا الشيء و أن جميع باعة سيدي بومنديل ينحدرون من نفس الجهة سيدي الهاني.. في جميع الحالات الآن و بعد ان تسرب الخبر أمام الجميع، من اضاع هذه الأموال سوف يعلم انه تم استرجاعهم من طرف زملائه...و سوف يأخذه منهم..هناك امكانية أن لا يكون من الباعة..لكني لا أتصورهذه الامكانية..

أعطي النقود لواحد منهم و أقول له..المهم بالنسبة لي ..ما ناخوش فلوس حرام..متاعكم لفلوس و الا موش متاعكم..و أتركهم وأترك المرأة في شجار معهم وأذهب في حال سبيلي....