مشهد

اليوم ، ذهبت في شغل خارج مواطن العمل ، اذن أغادر الحريف ، أجلس داخل السيارة و أهاتف رئيسي في العمل و أستشيره في بعض الأمور.. يقول لي: انتظر ، لا تفعل شيئا ، أستشير رئيسي في العمل ثم أجيبك..

إذن أمكث في انتظار رده علي هاتفي الجوال قبل أخذ طريق العودة..

بقيت لدي سيجارة وحيدة من جملة ثلاثة سجائر اشتريتهم مع قهوة الصباح .. أردت اشعال السيجارة من ولاعة السجائر في السيارة لكنها لم تعمل.. لم أحمل معي علبة الكبريت.. في العادة عندي علبة كبريت في سيارتي الخاصة و أخري في المكتب.. لأني لا أدخن الا في المكتب أو في السيارة.. و علبة المكتب فرغت منذ أيام فتزودت ببعض الأعواد من العلبة الموجودة في السيارة... و قد فرغت البارحة مرة أخري...فاضطررت صبيحة اليوم لحمل علبة الكبريت الموجودة في السيارة كاملة الي المكتب و نسيتها هناك
إذن لدي سيجارة ولم أجد وسيلة لإشعالها.. الحل الوحيد هو انتظار أحد المارة و سؤاله إن كان لديه ' شعول'..المكان راقي ' البحيرة' و معظم المارة بسياراتهم.. مرت بعض الدقائق و لم يمر بجانبي أحد من المارة.. و أنا هكذا أنتظر في المكالمة و أبحث عن حل لإشعال السيجارة..ألقي نظرة إلي الرصيف المقابل ..فتي و فتاة يعودان الي سيارتهم و بصدد فتحها.. و الفتي في يده سيجارة مشتعلة و يقف أمام باب العربة من جهة السائق.. الفتاة المصاحبة له ملامحها تشبه آنسة كانت لي معها علاقة قديمة فانتابني شعور ببعض الارتياح و استخلصت أن' الآنسة' ليست وحيدة الشكل في هذه البلاد و يوجد مثلها أوغيرها ...تري هل أتجه الي الفتي و أسئله إشعال السيجارة؟؟.. ترددت و قلت أن الوقت الذي يلزمني للوصول إليه يكون قد شغل المحرك و انطلق .. و تعجبت في نفس الوقت ما باله لا يصعد بعد فتحه للباب.. ماذا ينتظر ؟؟ .. يصعد أخيرا و معه الفتاة و يرمي بأكثر من نصف السيجارة في الشارع و هي مشتعلة... علي الأرجح أنه لا يحبذ التدخين وسط العربة..عجيب أمره.. خاصة و أن سيارته ليست من النوع الفاخر جدا أو أنها جديدة.. لكي يحافظ عليها من رائحة و بقايا السجائر.... لا بد أن مرافقته لا تحتمل رائحة الدخان.. أشاهد السجارة المشتعلة علي الأرض.. انها فرصتي للانقضاض عليها و إشعال سيجارتي.. أتابع الفتي و هو يشغل السيارة وأتابع سير العجلات بانتباه شديد مخافة أن يدوس الفتي عليها عند خروجه و يطفئها... مرت العجلة الأمامية بسلام ..بقيت العجلات الورائية.. ذهبت السيجارة بفعل الريح تحت العربة في مكان آمن.. أنتظر بعض الثواني.. أفتح سيارتي و أقفز بسرعة في اتجاهها.... لم تزل مشتعلة..أبتسم وأشعل أخيرا سيجارتي...